ميانمار: فتاة تزرع الأمل في حياتها رغم ولادتها بلا أطراف
كانت مهمة صعبة، فتركيب طرفين اصطناعيين لشخص عملية معقدة، فما بالك إذا كانت الحالة تستدعي تركيب أربعة أطراف كحالة "ما هلا إي"! لكن بفضل شجاعتها وجلَدها تعلمت استعمال أطرافها الأربعة الجديدة في شهر واحد فقط.
"ما هلا إي" فتاة خارقة لم تتوقف معجزتها عند هزيمة مصاعب تفوق الاحتمال، لكن رغم مظهرها الرقيق حولت نفسها إلى مصدر طاقة يشع عزيمة وذكاءً.
عانت "ما هلا إي"، منذ ولادتها قبل 25 عامًا في مدينة "ميتكينا"، من متلازمة فقدان الأطراف الأربعة، أي ولدت بدون ذراعين وساقين، وهي حالة خلقية نادرة جدًا يمكن أن تؤثر أيضًا على أعضاء أخرى بالجسم. ورغم أن هذه الحالة المضنية رافقتها طوال حياتها، فلم تدع "ما هلا إي" الابتسامة تفارق مُحيّاها أبدًا. اضطرت للتخلي عن تعليمها عندما بدأ أشقاؤها في العمل ولم يعد باستطاعتهم اصطحابها إلى المدرسة. فلم تستسلم للتراخي وبدأت مشروعًا صغيرًا للحياكة.
وفي أيار/مايو 2018، وصلت إلى مركز إعادة التأهيل البدني التابع لوزارة الصحة والرياضة في "ميتكينا"، وهو مركز مدعوم من اللجنة الدولية، لتركيب طرفين سفليين اصطناعيين وذراعين تجميليتين.
تقول "ما هلا إي" بنبرة فرحة: "يمكنني الآن أن أفعل الكثير معتمدة على نفسي وأذهب إلى أي مكان أريده كأي شخص آخر. يمكنني الذهاب إلى السوق بمفردي ومساعدة أمي في المطبخ أيضًا. ولا أحتاج حتى إلى الوقوف على كرسي في أثناء انهماكي في أعمال الحياكة. هذه الأطراف الاصطناعية غيرت حياتي فعلاً!"
يقول "ريجيس تيفينو"، أخصائي تقويم العظام والأطراف الاصطناعية الذي تولى حالة "ما هلا إي" خلال عملية إعادة التأهيل: "الروح التي تعاملت بها 'ما هلا إي' مع العلاج الطبيعي تثير الذهول والإعجاب. لقد استولت على قلوبنا بعزيمتها ونظرتها الإيجابية للأمور."