إجابات عن أسئلتك عن عمل اللجنة الدولية في السودان

إجابات عن أسئلتك عن عمل اللجنة الدولية في السودان

فيما يلي بعض الأسئلة المتكررة عن عمليات اللجنة الدولية في السودان الذي تدور فيه رحا القتال منذ منتصف نيسان/أبريل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
مقال 06 أيلول/سبتمبر 2023 السودان

وندرك أهمية توفير معلومات دقيقة، لا سيما في الأوقات العصيبة. ومن خلال تقديم هذه الإجابات عن الأسئلة الشائعة، تهدف هذه الصفحة إلى كشف ما يُروَّج عن اللجنة الدولية من معلومات خاطئة ومضلِّلة، وتزويدك بفكرة أفضل عن عملنا الإنساني.

1. ما الأنشطة التي تضطلع بها اللجنة الدولية في السودان؟

تعمل اللجنة الدولية، بوصفها منظمة إنسانية محايدة، في السودان منذ عام 1978. وتساعد هذه المنظمة ضحايا النزاعات في السودان وفي أماكن أخرى، بينما تعمل أيضًا على تعزيز القانون الدولي الإنساني.
ويتضمن العملُ الذي نضطلع به في الوقت الحالي، سواء بمفردنا أو بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، دعمَ المستشفيات بالمعدات واللوازم، والعمل مع سلطات المياه المحلية على تحسين وصول الناس إلى المياه النظيفة، ودعم السلطات التي تقدم خدمات إعادة التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة. ونساعد على إعادة الروابط بين العائلات التي تشتَّتَ شملها بفعل النزاع أو النزوح، وتسهيل إطلاق سراح المحتجزين بناءً على طلب الأطراف. والأهم من ذلك أننا نرصد تطبيق جميع أطراف النزاع للقانون الدولي الإنساني.
وعملت اللجنة الدولية أيضًا وسيطًا محايدًا بين أطراف النزاع. ويسمح هذا النهج للجنة الدولية بالتحاور مع جميع أطراف النزاع، وتسهيل إطلاق سراح الأشخاص المحرومين من حريتهم لأسباب تتعلق بالنزاع. تعرَّف على المزيد من المعلومات عن عملنا في السودان من خلال هذا الرابط.

2. كيف تقيِّمون قدرتكم على الوصول في الوقت الحالي؟ وهل تسمح لكم الأطراف بالعمل؟

نتواصل مع أطراف النزاع في السودان كما نفعل في أماكن أخرى. ومن خلال الحوار السري، تستطيع اللجنة الدولية الحصول على الضمانات الأمنية التي تحتاجها للوصول بأمان إلى مرافق الرعاية الصحية وتنفيذ العمليات الإنسانية الأخرى.
ورغم التقارير التي تفيد بوجود تهديدات وهجمات مباشرة تستهدف العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر السوداني، فإننا نعمل وفقًا للمبادئ الواضحة للقانون الدولي الإنساني، وهي مبادئ قاطعة في هذا الشأن: يجب احترام وحماية المنظمات الإنسانية وموظفيها وجميع الموارد والأعيان المستخدمة في العمليات الإنسانية. وتعمل فرقنا على ضمان المرور الآمِن لتوصيل الإمدادات إلى المرافق الطبية، حتى في مناطق النزاع المحتدِم، مع القيام أيضًا بدعم السلطات المعنية لتوسيع نطاق وجودنا وأنشطتنا.

 3. هل تنسق اللجنة الدولية جهودها وأنشطتها مع منظمات أخرى في السودان؟

أبرمت اللجنة الدولية شراكة ميدانية طويلة الأمد مع جمعية الهلال الأحمر السوداني، بدأت قبل الأزمة الحالية بوقت طويل، ويعود تاريخها إلى الوقت الذي بدأت فيه اللجنة الدولية عملها في السودان لأول مرة في عام 1978.
واستجابةً للأزمة الراهنة، كثَّفنا تعاوننا مع جمعية الهلال الأحمر السوداني لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمجتمعات الأشد تضررًا من القتال. وتنسق اللجنة الدولية أيضًا استجابتها مع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة)، ومنظمات إنسانية أخرى في البلد وفي البلدان المجاورة.

4. ما دور جمعية الهلال الأحمر السوداني في التصدي للأزمة؟

رغم التحديات الأمنية، يواصل موظفو ومتطوعو جمعية الهلال الأحمر السوداني بذْل كل ما في وسعهم لمساعدة الآخرين يوميًّا في ظروف أمنية شديدة التقلب بأقل الوسائل ورغم المخاطر الشخصية الهائلة. وما برحت اللجنة الدولية تدعمهم في أداء مهامهم الإنسانية، من خلال تقديم المشورة التقنية وبناء القدرات في مجال بحث الأدلة الجنائية، وذلك لأغراض العمل الإنساني والدعم المادي لجمعية الهلال الأحمر السوداني، لمساعدتهم على التعامل مع الرفات البشري باحترام وكرامة، بالإضافة إلى تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات التعرف على هوية الموتى. وقد خاض موظفو ومتطوعو جمعية الهلال الأحمر السوداني مخاطر كبيرة للتخفيف من معاناة السكان منذ بدء النزاع. وما برحوا يبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة الآخرين، يومًا بعد يوم، في بيئة أمنية شديدة التقلب وبأقل الوسائل.

5. ما دور اللجنة الدولية فيما يخص المحتجزين في السودان؟

تتابع اللجنة الدولية عن كثب أحوال المحتجزين مع المسؤولين عن أماكن الاحتجاز في السودان بهدف تأمين المعاملة المناسِبة لهم، وتمتُّعهم بظروف مادية كريمة، وحصولهم على الإجراءات القانونية الواجبة. وحتى الآن، لا تستطيع اللجنة الدولية في السودان الوصول إلى أماكن الاحتجاز. ومع ذلك، تلقَّيْنا إشارات إيجابية، ونأمل أن نبدأ الزيارة في وقت قريب.

6. ما دور اللجنة الدولية في إطلاق سراح المحتجزين؟

تعمل اللجنة الدولية وسيطًا محايدًا في تسهيل إطلاق سراح المحتجزين، بناءً على طلبات واتفاقات صريحة بين أطراف النزاع. وتقع مسؤولية إطلاق سراح المحتجزين على عاتق أطراف النزاع. وتحرص اللجنة الدولية دائمًا على أن يُطلَق سراح المحتجز بشكل آمِن وبموافقة المحتجَز.

7. كيف تقدم اللجنة الدولية الدعم للاجئين؟

تتولَّى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان، في المقام الأول، دعم اللاجئين وطالبي اللجوء وحمايتهم. وتتابع اللجنة الدولية عن كثب عمل المفوضية، ولكنها تحافظ على استقلالها الكامل عنها. ومع ذلك، عندما يوجد اللاجئون وطالبو اللجوء في بلد متضرر من النزاع، فإن اللجنة الدولية تعتبرهم جزءًا من السكان المدنيين الذين تتولى اللجنة الدولية حمايتهم ومساعدتهم.
علاوة على ذلك، تشارك اللجنة الدولية أيضًا في تلبية احتياجات البحث عن المفقودين والروابط العائلية عبر الحدود. ومنذ بداية شهر تموز/يوليو، نظمت اللجنة الدولية والصليب الأحمر التشادي أكثر من 1500 مكالمة هاتفية للاجئين سودانيين فقدوا الاتصال بعائلاتهم عندما فروا إلى تشاد.
ومن خلال شبكة الروابط العائلية العالمية التابعة للحركة، نقدم خدمات، منها مساعدة الأطفال غير المصحوبين بذويهم في العثور على أسرهم، خاصة إذا كانوا في بلدان مختلفة.

8. ما موقف اللجنة الدولية إزاء مزاعم انتهاكات القانون الدولي الإنساني في السودان؟

تأخذ اللجنة الدولية مزاعم الانتهاكات على محمل الجد. وترصد المنظمة وتدعم احترام القانون الدولي الإنساني، وتذكِّر الأطراف المنخرطة في النزاع بالتزاماتها القانونية. وكلما أمكن، نتحدث بشكل مباشر وسري مع الطرف المعني المشارِك في النزاع. وهذه هي طريقتنا المعتادة في العمل.
ويتمثل الشاغل الأساسي للَّجنة الدولية في سلامة المدنيين، ونذكِّر جميع أطراف النزاع باستمرار بالتزامها باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين والأعيان المدنية نتيجة للعمليات العسكرية.

9. لماذا تعمل اللجنة الدولية مع الأطراف؟ ولماذا لا تتحيز إلى أي طرف؟

اللجنة الدولية منظمة إنسانية محايدة تتمثل مهمتها في حماية حياة وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى، وتقديم المساعدة لهم. ويجب أن تسمح لنا أساليب عملنا بفعل ذلك، والعمل في ظروف النزاع المسلح الشديدة الخطورة والعنف في ساحة المعركة على جانبَي خط المواجهة. ولن يتحقق ذلك إلا إذا فهمت جميع الأطراف فوائد وجودنا.
وحياد اللجنة الدولية ليس قيمة بقدر ما هو ضرورة ميدانية. وهذا يعني أننا لا نعتبر الحياد موقفًا أخلاقيًّا، بل هو مبدأ يسمح بإقامة علاقات للتصدي للمسائل المعقدة التي تخلِّف آثارًا مباشرة على حياة الأشخاص المتضررين من النزاع.
وقد يعني هذا العمل مع الأطراف للتفاوض على ممر آمن للمدنيين، وهو أمر يتطلب تعاون جميع الأطراف، أو تسهيل تبادل رفات المقاتلين الذين سقطوا. ويتيح لنا كذلك أن نكون قناة للمعلومات لمشاركة أخبار الأحباء المفقودين مع عائلاتهم التي تشعر بالقلق. وإذا اقتصر حوارنا على طرف واحد من أطراف النزاع، فلن نكون قادرين على إثارة مسائل بالغة الأهمية من قبيل معاملة أسرى الحرب، أو سير الأعمال العدائية.
ومن أجل إحداث تغييرات جوهرية، لا يكفي أن يقتصر التعامل مع الأشخاص المتضررين من النزاعات المسلحة، بل من الضروري أن نُجرِي أيضًا حوارًا مستمرًّا مع الأطراف المسؤولة عن النزاعات للدعوة إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
ويتعرض موقف اللجنة الدولية بشأن البيانات والنداءات العامة للانتقاد في بعض الأحيان. فبخصوص البيانات العامة، لا تزال اللجنة الدولية يُنظَر إليها على أنها منظمة متكتِّمة أو على الأقل متحفِّظة، وهي كذلك دون شك مقارنة بالمنظمات الأخرى. ومع ذلك، قد تكون المقارنات مضلِّلة، نظرًا لاختلاف الولايات والمهام والأنشطة التي تضطلع بها المنظمات المختلفة.

10. لماذا لا تتحدثون علنًا؟ وما معنى الحوار السري؟

الحوار السري هو وسيلة العمل المفضلة لدى اللجنة الدولية، لأنه يسمح لنا بالتحدث بصراحة مع الأشخاص والمجموعات والأطراف في نزاع مسلح، أو المشاركين في حالات عنف أخرى. فهو يسمح لنا ببناء الثقة، وتأمين إمكانية الوصول، وضمان أمن موظفينا والأشخاص الذين نحاول مساعدتهم.
ومن خلال اعتماد هذا النهج، فإننا نتجنب أيضًا خطر تسييس القضايا من خلال النقاش العام. وقد ساعدنا هذا النهج في تسهيل إطلاق سراح أسرى الحرب في اليمن، وتسهيل إطلاق سراح الفتيات المختطَفات في نيجيريا، وتنظيم إجلاء المدنيين من حلب في سورية أو ماريوبول في أوكرانيا، وذلك على سبيل المثال لا الحصر باعتبارها من النزاعات الحديثة. ويؤدي هذا النهج إلى إنقاذ الأرواح. وهذه هي أولويتنا.
ولا تمتنع اللجنة الدولية عن إصدار تعليقات علنية، ولكنها تتجنب إصدار إدانات لاحد الاطراق. ولئن كنا نتعرض للانتقاد بسبب هذا النهج، فمن الواضح أن هدفنا النهائي هو توفير المساعدة الإنسانية والحماية على ان لا تتعرض عمليتنا للخطر بسبب البيانات العلنية.

هل تنفذ اللجنة الدولية أنشطة تجسس؟

لا تنفذ اللجنة الدولية أنشطة تجسس، لأن المشاركة في هذه الأنشطة يتعارض مع جميع القواعد القانونية وكذلك مع مبادئنا. وتتمثل مهمتنا في حماية حياة وكرامة ضحايا النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى، وتقديم المساعدة لهم.
وفي الواقع، تؤكد مدونة قواعد سلوك اللجنة الدولية على واجب التكتم والحفاظ على السرية، عندما يتعلق الأمر بالمعلومات التي نحصل عليها في سياق عملنا. وتنطبق قواعد السلوك المذكورة على أي شخص يعمل لدى اللجنة الدولية، وهذا يعني أن جميع الموظفين، بمن في ذلك المستشارون والمتطوعون، مطالبون جميعًا بالتعامل مع هذه المعلومات بسرية، كما أنهم مقيَّدون بالتزام مماثل بالسرية المهنية.
ونرحب بالأسئلة المتعلقة بعملنا، ونسعى جاهدين للتحلي بالشفافية قدر الإمكان بشأن عملياتنا، دون المساس بالحوار السري والثنائي الذي يُعد ركنًا أساسيًّا لعملنا مع أطراف النزاع في جميع أنحاء العالم.

11. ما القنوات التي تشارك اللجنة الدولية في السودان من خلالها آخر المستجدات الرسمية؟

تدرك اللجنة الدولية أهمية الوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة. وقد يجد الأشخاص المتضررون من النزاع في السودان بعض المعلومات المهمة هنا. ويمكنك أيضًا الاطلاع على آخر المستجدات من خلال متابعة صفحتنا الرسمية على فيسبوك وصفحة السودان على تويتر (المعروف الآن باسم X)، أو زيارة الموقع الشبكي الرسمي للجنة الدولية، وهي مصادر قيمة للحصول على معلومات شاملة عن عملياتنا في السودان بمختلف اللغات، ومنها الإنجليزية والعربية.