الأردن: عندما تتحول عشر دقائق إلى عشر سنين

قصة الطفلة حلا النعيمي التي افترقت عن عائلتها لمدة عشر سنوات نتيجةً للنزاع في سورية

  • لا يلزم الأمر أن تكون عالم فيزياء لتشعر أن الوقت نسبيٌ فعلًا وأن عشر سنين قد تمرّ بسرعة عشر دقائق، بينما قد تمر عشر دقائق بسرعة عشر سنين أحيانًا... هذا ما شعرَ به تركي النعيمي، وهو لاجئٌ سوري في الأردن، يوم السبت، 29 نيسان/ أبريل 2023، حين التقى بابنته حلا، ذات الثلاثة عشر عامًا بعد غيابٍ طال لعشر سنوات.
    اللجنة الدولية
  • 10 سنواتٍ قبل اللقاء
    10 سنواتٍ قبل اللقاء
    افترق تركي عن ابنته ذات الثلاث سنوات بعد اندلاع الحرب في سورية، واتفق تركي وأخوه أن يذهب تركي للأردن على أن يلحقَ به أخوه فيما بعد.. وغيّر هذا الحوار الذي استمرَ لعشر دقائق مصير تركي وعائلته؛ فقد وافت المنية أخاه في سورية قبل أن يستطيع اللجوء إلى الأردن، تاركًا حلا مع زوجة عمّها بينما أصبح أبوها وإخوتها لاجئين في الأردن..
    اللجنة الدولية
  • 9 سنوات قبل اللقاء
    9 سنوات قبل اللقاء
    ذهبت حلا في ذلك الوقت، مع زوجة عمّها إلى تركيا بعد احتدام الحرب في سورية، وهنا انقطعت أخبارها لما يقارب الشهرين
    اللجنة الدولية
  • ذاقَ تركي خلال هذَين الشهرين مرارة عدم معرفة مصير ابنته، ولكن وبعد أن أظلمت الدنيا في عينيه تحوّل حزنه فرحًا وعادت الألوان لحياته بعد أن ظنَّ أنه لن يرى ابنته مرةً أخرى، حيث استطاع وبعد بحثٍ مضني أن يجد ابنته التي كانت في ذلك الوقت تعيش مع خالها ليعود التواصل بينهما مرةً أخرى.
    Fatih İşçi \ Türk Kızılay
  • 5 سنوات قبل اللقاء
    5 سنوات قبل اللقاء
    لجأ تركي لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن ليبدأ العمل على إعادة لم شمله مع ابنته بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر الأردني والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وهكذا، تجدّدَ الأمل في نفس تركي، إلا أن الظروفَ أبت إلا وأن تؤخّر لم الشمل بينهما؛ حيث حالت جائحة كورونا والقيود المرتبطة بها دون لقائهما وعندما انفتحت السبُل مرةً أخرى للمّ الشمل، حال الزلزال الذي ضرب تركيا بينهما. ولكن الأمل في نفسه ونفس عائلته لم ينطفئ، وما انفك تركي ووالدته (جدة حلا) عن الدعاء ليلَ نهار من جهة، بينما عمل موظفو الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على الجمع بينهما من جهة أخرى.
  • أسبوعان قبل اللقاء
    أسبوعان قبل اللقاء
    شقيق حلا وشقيقاتها الثلاثة ينتظرون عودتها بفارغ الصبر. فأختهم حلا هي أصغرهم ومدللتهم التي سلبتها الحرب منهم وأفقدتهم معها جزءًا كبيرًا من طفولتهم. أما جدّة حلا، فتقول: "كل ما أريده هو أن أراها قبل أن يتوفاني الله."
    اللجنة الدولية
  • يوم اللقاء
    يوم اللقاء
    لم ينم تركي وعائلته تحضيرًا لاستقبال حلا بعد كل هذا الغياب، فزينوا لها المنزل وحضّروا لها الطعام واستعدوا للقائها استعدادَهم لاستقبال أغلى الأحباب. انطلق تركي من بيته في المفرق للمطار برفقة موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر. بينما انطلقت حلا برفقة موظفي الهلال الأحمر التركي للمطار أيضًا، لتبدأ رحلة انتظارٍ من نوعٍ آخر.
    اللجنة الدولية
  • ساعة قبل اللقاء
    ساعة قبل اللقاء
    تمر الدقائق وكأنها سنين على قلب تركي، ولكن الانتظار قد تحوّل من أكثر اللحظات ألمًا لأكثرها متعة، حيث أنه يعلم أن ما هو آتٍ أجملُ فعلًا . اعتاد الناس أن يفعلوا العديد من الأشياء لقضاء فترة الانتظار، كأن نضع مرآة في المصعد كي ننشغل عن الانتظار بالنظر إلى صورتنا أو أن ننشغل بالنظر لهواتفنا ريثما نصل لوجهتنا، وهذا هو حالُ تركي وهو يراقب خط سير الطيارات، ويراقب الشاشةَ وتقلّباتها، محاولًا أن يقفز بالزمن ساعةً واحدة فقط، لحين تحط طيارة حلا في الأردن أخيرًا.
    اللجنة الدولية
  • اللحظة المنتظرة
    اللحظة المنتظرة
    الآن... "أصبح الحلم حقيقة"، هكذا يقول تركي؛ بعد أن التقى بابنته أخيرًا، وبعد أن انتهت رحلة انتظارٍ استمرت لعشرة سنوات، عادت حلا لحضن والدها وعادت معها ضحكاته، ودموعه كذلك
    عوض طويل - اللجنة الدولية
  • قد يحمّلنا الانتظار ما لا طاقة لنا به، فبقدر ما يطول زمن الانتظار يزيد شوقنا لننال ما ننتظره، ننتظر واقعًا أجمل، ننتظر فرصأ أفضل، ومستقبلًا أسعد وأن تتحقق أحلامنا وننتظر أن نجتمع بأحبائنا ولو بعد حين. أما تركي فيقول: "طوال فترة الانتظار هذه، كانت مسبحتي مقطوعة بانقطاع حلا عني، الآن أصبحت خرزات المسبحة مكتملة."
    عوض طويل - اللجنة الدولية
  • تمثل قصة الطفلة حلا رمزاً للآلاف من العائلات السورية التي فرّق النزاع المسلح بينها وبين أحبائها حيث أنه وبعد أكثر من 10 سنوات من النزاع المسلّح في سورية، فقِد عشرات الآلاف من الأشخاص و لا يزال عدد لا يحصى من العائلات والمجتمعات يسعى للحصول على معلومات عن أحبائهم المفقودين ويكافحون مع العواقب المتعددة لحالات الاختفاء على حياتهم الشخصية. على الصعيد العالمي، سجلت اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية ما يقرب من 25,000 حالة لأشخاص فُقدوا أو انفصلوا عن عائلاتهم بسبب النزاع في سورية منذ عام 2011.
    Fatih İşçi \ Türk Kızılay
09 آيار/مايو 2023

في عام 2022، جمعت اللجنة الدولية في الأردن بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني حوالي 3,000 طلب بحث عن مفقودين، دون تمييز على أساس الجنسية، تتعلق باختفاء أقاربهم في سورية.