أفغانستان: اللجنة الدولية تشعر بقلق بالغ حيال ملايين النساء والفتيات

كابول (اللجنة الدولية) – يساور اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) قلق إزاء الإعلان الذي صدر مؤخرًا عن إمارة أفغانستان الإسلامية بتعليق فوري لحقوق المرأة في دراسة مناهج التعليم العالي وحرمانهن من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية في أنحاء البلاد.

إن إقصاء النساء والفتيات من نظام التعليم على جميع المستويات وربما من أدوارهن الإنسانية الأساسية يمكن أن يؤدّي حتمًا إلى عواقب إنسانية كارثية على المديين القريب والبعيد.

وتوظف اللجنة الدولية في أفغانستان مئات الآلاف من النساء. وما كان ليتسنى لنا تقديم أنشطتنا الإنسانية في أفغانستان وفي جميع أنحاء العالم إلا بفضل جهود جميع الموظفين، ومن بينهم النساء. إن التشكيك في إدماج المرأة ومشاركتها بصورة كاملة في العمليات الإنسانية من شأنه أن يضع العمل الإنساني برمته في مهب الريح.

ويساور اللجنة الدولية قلق على وجه التحديد إزاء مستقبل نظام الرعاية الصحية في أفغانستان والمريضات. ودأبت اللجنة الدولية، منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2021، على دعم 45 منشأة صحية، من بينها مستشفيات وكلياتٍ ومعاهد طبية بسعة إجمالية تبلغ 7,057 سريرًا وتقدم خدماتها إلى ما يقدر بنحو 26 مليون شخص من السكان. ويشمل هذا الدعم دفع تكاليف التشغيل والمستلزمات الطبية الاستهلاكية ورواتب 10,483 عاملًا في مجال الرعاية الصحية (ثلثهم تقريبًا - 33٪ - من النساء). وهذا الدعم متواصلٌ وتجري حاليًا مناقشات مع السلطات المعنية فيما يتعلق بتأثير القرار الأخير على سبل تقديم هذا الدعم.  

من الواضح أنه إذا لم تعد النساء قادرة على إكمال دراساتهن في مجال الصحة، في مختلف التخصصات الطبية، فسيكون لذلك تأثير أكثر حدة على تقديم خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء أفغانستان، ما يعرض حياة الملايين للخطر.

وفي وقتٍ يحتاج فيه أكثر من نصف السكان (ما يزيد عن 24 مليون شخص) للمساعدات الإنسانية، فإننا نحث سلطات إمارة أفغانستان الإسلامية أن تنظر في الآثار المترتبة على هذا الإعلان الأخير على السكان وإيجاد حلٍ يُمكن جميع الجهات الفاعلة الإنسانية من مواصلة تقديم المساعدات المنقذة لأرواح ملايين الأفغان.