انتشار حالات الكوليرا في لبنان وسورية: الحيلولة دون انهيار البنية التحتية الأساسية ضرورة حتمية لتجنب تبعات صحية وإنسانية مُهلكة

انتشار حالات الكوليرا في لبنان وسورية: الحيلولة دون انهيار البنية التحتية الأساسية ضرورة حتمية لتجنب تبعات صحية وإنسانية مُهلكة

جنيف (اللجنة الدولية) – يمثل خطر انتشار الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في سورية ولبنان عبئًا جديدًا يفاقم معاناة الناس في البلدين المتجاورين، ويبعث هذا برسالة تذكير بمدى أهمية مواصلة دعم البنية التحتية الحيوية لضمان استمرار توفير الخدمات الأساسية للسكان.
بيان صحفي 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 سورية لبنان

وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) السيد فابريزيو كاربوني: "يعاني البلدان حاليًا بما فيه الكفاية وهما في غنى عن أن يُبتليا بحالة طوارئ صحية عامة. وإلى جانب المساعدات الفورية، يكتسي الدعم على المدى الطويل أهمية قصوى إذ إن هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول أكثر استدامة تهدف إلى تعزيز قدرة البنية التحتية الحيوية على الصمود."

 

وفضلًا عن المعاناة التي تئن تحت وطأتها المجتمعات المحلية من جرّاء العنف المسلح في سورية، والانهيار الاقتصادي الحاد في لبنان وسورية، فإن هذه المجتمعات تدفع ثمن إنهاك أنظمة الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي التي باتت على شفا الانهيار، الأمر الذي من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة على الصحة العامة من جراء تردّي أوضاع النظافة الصحية العامة.

 

لقد ألحق النزاع الممتد لأكثر من 11 عامًا في سورية ضررًا بالغًا بشبكات المياه، فانخفضت إمدادات المياه بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمائة، أما نسبة المستشفيات التي لا تزال في إطار الخدمة في أرجاء البلاد فلا تتجاوز 52 بالمائة.

والحيلولة دون انهيار البنية التحتية الحيوية يعني حصول المجتمعات المحلية على الأقل على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، مثل الحصول على مياه الشرب الآمنة والرعاية الصحية. ولكن إذا انهارت هذه المرافق كليًا، فإن الآثار التي ستتجرعها المجتمعات المحلية ستكون كارثية، بدءًا بتفشي الأمراض المعدية وانتهاء بنزوح محتمل لأعداد كبيرة من السكان وما يرافق ذلك من تبعات.

والأماكن ذات الكثافة السكانية العالية مثل مرافق الاحتجاز ومخيمات النازحين واللاجئين تكون أكثر عرضة لتفشي هذه الأمراض وتبعاتها.

وأضاف السيد كاربوني: "إن تفشي الإسهال المائي الحاد والكوليرا ليس إلا قمة جبل الجليد. واللجنة الدولية تعمل على مدى سنوات للحيلولة دون انهيار البنية التحتية الحيوية التي من المحتم أن يخلف انهيارها أزمة يكتوي بنارها الملايين. سنواصل تشجيع كل من لديهم القدرة على دعم استقرار مرافق البنية التحتية هذه على فعل ذلك. هذا واجب إنساني، وسيسهم في منع تدهور وضع مأساوي أصلًا."

تحديث ميداني:

الكوليرا مرض تنتقل عدواه عن طريق المياه، ويمكن أن ينتشر بسرعة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية التي تعاني من تردّي مستوى النظافة الصحية الشخصية وأوضاع النظافة الصحية العامة. واللجنة الدولية تدعم مرافق المياه والسلطات الصحية والهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر اللبناني لمواجهة هذا الانتشار المفزع للإسهال المائي الحاد والكوليرا. وتنفذ اللجنة الدولية بالتعاون مع الشركاء استجابة عاجلة وتعمل من أجل ضمان الحصول على الخدمات الأساسية عبر تقديم الدعم إلى مقدمي الخدمات المحليين في مجالات التشغيل والصيانة والإصلاحات وبناء القدرات، وتقدَّم هذه الخدمات إلى مرافق المياه والمرافق الطبية ومرافق الاحتجاز.

ففي لبنان، تضطلع اللجنة الدولية بالأنشطة التالية:

  • إعادة تأهيل و/أو التشغيل الاستثنائي للطوارئ لأنظمة الإمداد بالمياه ومعالجة المياه في المناطق الأشد تضررًا، بما في ذلك توفير إمدادات الوقود العاجلة.
  • دعم مرافق المياه عبر توفير المواد اللازمة لاختبار المياه في أرجاء البلاد.
  • دعم الاستجابة التي ينفذها الصليب الأحمر اللبناني، بطرق منها توزيع أقراص تنقية المياه ومستلزمات النظافة الصحية على 2,700 أسرة.
  • تقديم الدعم لوضع إجراءات عمل موحدة بشأن مكافحة العدوى، وإدارة النفايات الطبية، وتدفق المرضى، وبروتوكولات إدارة الحالات في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ومستشفى طرابلس الجامعي. وستقدم اللجنة الدولية مجموعة مستلزمات علاج الكوليرا لكل مستشفى من المستشفيين، تشمل محاليل وريدية ومستلزمات علاج وريدي ولفافات البلاستيك ومبيدات حشرية وكلور. وتكفي كل مجموعة لعلاج 500 مريض كوليرا.
  • دعم مرافق الاحتجاز بسبل منها إعادة تأهيل نظام الإمداد بالمياه في سجن رومية المركزي، ويستفيد من هذا المشروع 4,000 محتجز، فضلًا عن أعمال التنسيق لدعم جهود التلقيح ضد الكوليرا التي ينفذها الصليب الأحمر اللبناني في أماكن الاحتجاز.

 

وفي سورية، تضطلع اللجنة الدولية بالأنشطة التالية:

  • توفير مستلزمات طبية وإيصالها إلى سبعة مستشفيات في حلب ودير الزور والرقة وحماة والقامشلي والمستشفى الذي تديره اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري في مخيم الهول شمال شرقي سورية.
  • إعادة تأهيل أنظمة الإمداد بالمياه في المدن الرئيسية: حلب ودمشق وحمص وحماة.
  • دعم مرافق المياه عبر توفير خدمة معالجة المياه وقطع الغيار التي تمس الحاجة إليها على وجه السرعة.
  • دعم مقدمي خدمات الرعاية الصحية في مجال الوقاية من العدوى ومكافحتها.
  • دعم سلطات الاحتجاز عبر تزويد ثمانية مرافق احتجاز رئيسية بمواد طبية ومستلزمات النظافة الصحية.
  • تقديم الدعم التقني والدعم بالمواد للهلال الأحمر العربي السوري من خلال طبع 2,000 ملصق و200,000 نشرة لاستخدامها في جلسات توعية المجتمعات المحلية.

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

إيمان الطرابلسي (بيروت)، البريد الإلكتروني: itrabelsi@icrc.org، الهاتف: +961 3 13 83 53

Jason Straziuso (جنيف)، البريد الإلكتروني: jstraziuso@icrc.org، الهاتف: +41 79 949 3512

تابعوا صفحتي اللجنة الدولية على فيسبوك وتويتر