السيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

بدء النفاذ الوشيك لمعاهدة حظر الأسلحة النووية إنجاز تاريخي حقيقي

بيان إلى الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية والترويج له
شريط فيديو 03 تشرين الأول/أكتوبر 2020

ألقاه السيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

السيد رئيس الجمعية العامة، السيد الأمين العام، الزملاء الأفاضل،

 يسعدني إحياء هذا الحدث المهم للاحتفال باليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. وهذا اليوم هو تذكير حيوي بالحاجة الملحة لتخليص العالم من أكثر الأسلحة رعبًا ابتُدِعَت على مدى التاريخ.

توضح لنا معاهدة حظر الأسلحة النووية أن التقدم ممكن، وأنه بإمكاننا، إذا عملنا في تضافر مع وضوح الهدف، أن نتغلب حتى على أكبر تحدياتنا وأكثرها رسوخًا.

واستجابةً لنداء يتردد صداه عبر عقود من الزمان، فإن المعاهدة بمثابة أداة طال انتظارها لضمان أن الأسلحة النووية قُضي عليها وأنها لن تُستخدم مرة أخرى.

وعلى خلفية عالم يمثل فيه اللجوء إلى الأسلحة النووية قلقًا عميقًا – ومتزايدًا – فإن المعاهدة تعزز تحريم اللجوء إلى هذه الأسلحة.

وفي مواجهة الادعاءات القائلة بأنه لا يمكن تحقيق الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، تقدم المعاهدة خريطة طريق للإزالة المُتحقَّق منها للأسلحة النووية.

وفي مواجهة الادعاءات بأن الأسلحة النووية ضرورية للأمن القومي، تضع المعاهدة رؤية للأمن الجماعي، وهي الرؤية الأكثر قابلية للحياة والمستدامة والإنسانية.

السادة الزملاء،

بعد أقل من شهر على القصف الذري لهيروشيما وناغازاكي، الذي خلَّف فيضًا لا يوصف من المعاناة والدمار، دعت اللجنة الدولية إلى حظر الأسلحة النووية حظرًا تامًا.

وحظيت الدعوة بمشاركة واسعة النطاق. وإدراكًا للمخاطر التي تواجه النظام العالمي وسيادة القانون، دعا أول قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد بضعة أشهر، إلى إلغاء الأسلحة النووية.

إن البدء الوشيك لنفاذ معاهدة حظر الأسلحة النووية في هذا الصدد، هو إنجاز تاريخي حقيقي.

فهي توضح بالتفصيل الوضع النهائي والمعيار الذي يجب على أساسهما الآن الحكم على جميع الجهود الأخرى نحو نزع السلاح النووي.

كما أنها تخلق ساحة يمكن فيها مناقشة الأسلحة النووية، ليس بوصفها أدوات للسياسات العالمية في المقام الأول، بل كوسائل مرفوضة للحرب.

وتقدم المعاهدة وعدًا للأجيال الحالية والمستقبلية، بأننا ذات يوم سوف نتحرر من الظل المظلم للأسلحة النووية.

أقدم تهنئتي الحارة للدول، ومنظمات المجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى الذين أوصلونا إلى هذه اللحظة من خلال جهودهم الحثيثة.

ويمكنكم الاعتماد على الدعم المتواصل مني ومن اللجنة الدولية والالتزام بجعل أهداف المعاهدة حقيقة واقعة.

أشكركم.