سورية: خسائر يومية في الأرواح لعدم وصول المساعدات الإنسانية مع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية

29 حزيران/يونيو 2020
سورية: خسائر يومية في الأرواح لعدم وصول المساعدات الإنسانية مع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية
صورة من "حرستا" بريف دمشق تصوير: عمار صبوح - للجنة الدولية

دمشق/جنيف (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) - مع اقتراب حلول الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع النزاع في سورية، عوامل عديدة تدفع ملايين الأشخاص نحو الفقر المدقع والجوع، علر رأسها الوضع الاقتصادي المتدهور ، والعقوبات الجديدة المفروضة، وأزمة جائحة كوفيد-19 ، والقتال المستمر في أنحاء البلاد .

تشهد سورية اليوم أسوأ أزمة اقتصادية منذ بدء النزاع، أدّت الى تفاقم الاحتياجات الإنسانية في مختلف المناطق، ما يهدّد قدرة الاستجابة لها. ويزيد الأزمة سوءاً الاضطرابات المالية في لبنان المجاور، وتأثير جائحة فيروس كورونا والتدابير اللازمة لوقف انتشارها، اما أدى الى ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة الليرة السورية، مع تأثيرات مدمرة على وظائف الناس ومداخيلهم. وأفادت نحو 90٪ من الأسر التي تواصلت معها اللجنة الدولية مؤخرًا عن فقدان العمل أو الإيرادات في الأشهر الماضية، وقالت 70٪ منها إنها لا تملك أي مدّخرات تعينها على تدبير شؤون الحياة.

وفي هذا السياق، قال السيد «فيليب شبوري» رئيس بعثة اللجنة الدولية في دمشق، بسورية: "مرّت الأشهر الأخيرة على السوريين وكأنها كابوس اقتصادي يضاف إلى النزاع الدائر منذ عقد من الزمن. فهناك، وفقًا للتقديرات، مئات الآلاف من الأشخاص يُدفعون نحو الفقر والجوع. وستكثّف اللجنة الدولية، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، مساعداتها، بما في ذلك المساعدات المقدمة إلى أشد الفئات ضعفًا".

تأتي الأزمة الاقتصادية في ظلّ ازدياد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، بما فيها المناطق التي يحتدم فيها القتال ويسقط فيها ضحايا من المدنيين يوميًا. بالإضافة الى وجود عشرات الآلاف من المحتجزين أو المفقودين؛ والعائلات التي تشتت شملها؛ والنساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل في المخيمات؛ والمدن والمدارس والمستشفيات المُدمرة، والسكان الذين أنهكهم النزوح الجماعي المتكرر والصراع المستمر من أجل البقاء.

أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الناس في جميع أنحاء البلاد إلى مساعدات إنسانية محايدة تصل بطريقة مستقلة، بناءً على تقييم للاحتياجات على أرض الواقع، .

وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، السيد «فابريزيو كاربوني»: "نحن بحاجة ماسة إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية على نحو مستدام وغير مسيّس، من قبل جميع أطراف النزاع؛ إذ يؤدي عدم وصول تلك المساعدات إلى خسائر في الأرواح يوميًا".

وأضاف قائلًا: "إن «جيب إدلب» مثلاً منطقة تعاني أزمة حادة ومستمرة،تستدعيوصول اللجنة الدولية إليهامن أجل تعزيز العمل مع شركائنا في الحركة الدولية. ينبغي ألا يُصبح السوريون رهائن بسبب الخلافات السياسية والتأخير في تقديم المساعدة المنقذة للحياة".

ويُعتقد أن نصف سكان «جيب إدلب»، المُقدّر عددهم بأربعة ملايين شخص، هم من النازحين،كثير منهم نزحوا عدة مرات على مرّ السنين. .. ويبلغ عدد النازحين داخل سورية ستة ملايين نازحٍ على الأقل. ويعيش عدة ملايين آخرين في بلدان مختلفة.

إن مصير العائدين من أماكن النزوح يبعث القلق الشديد،إذ عاد نحو 500 ألف شخص إلى سورية على مدى الشهور الاثني عشر الماضية، سعيًا لإعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم، في ظلّ مخاطر وتحديات هائلة، مثل الأراضي الملوثة بالأسلحة والبنية التحتية المدمرة. يجب دعم هؤلاء بنطاق أوسع وبشكل مستدام في جميع أنحاء البلاد.

ويعد مصير الأشخاص الذين لا تزال عائلاتهم تنتظر عودتهم مسألة مُلِحة أخرى في سورية. وسيكون من الصعب على عشرات الآلاف من العائلات التي فُقد أحد أقربائها إعادة بناء حياتها. كما تواجه العائلات أيضًا، إلى جانب معاناتها المتمثلة في عدم معرفة مصير أقربائها وأماكن وجودهم، احتياجات اقتصادية وإدارية وقانونية ونفسية واجتماعية.

ولا يمكن تلبية احتياجات العائلات، بما في ذلك حقها في معرفة ما حل بأحبائها، سوى من خلال استجابة فعّالة من المجتمع الدولي وأطراف النزاع والمنظمات الإنسانية.

ستعزز اللجنة الدولية استجابتها في سورية في الأشهر المقبلة، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وشركاء آخرين في الحركة الدولية، من خلال دعم الفئات الأكثر تأثراً بالأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى الإبقاء على عملياتها الأساسية المنقذة للحياة وتعزيزها. ويشمل ذلك إجراء إصلاحات عاجلة للبنية التحتية للمياه، وتوزيع الطعام والوجبات الساخنة اليومية على المحتاجين، ودعم خدمات الرعاية الصحية في المجتمعات المحلية وفي المخيمات.

يمكن الاطلاع على تفاصيل بشأن أنشطة اللجنة الدولية في سورية في التحديث الميداني لشهر حزيران/يونيو 2020 .

اللقطات ونتائج استطلاعات الأثر الاقتصادي التي أجرتها اللجنة الدولية متاحة في غرفة أخبار اللجنة الدولية.

 

ملاحظة للمحررين

  1. أجرت وحدة الأمن الاقتصادي التابعة للجنة الدولية في سورية، في أيار/مايو 2020، مقابلات مع 125 أسرة سبق وأن دعمتها اللجنة الدولية، وتمثل 875 شخصًا، حول الأثر الاقتصادي لجائحة كوفيد- 19. وجرى رصد أسعار السوق في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل.
  2. اللجنة الدولية منظمة مستقلة ومحايدة تضمن الحماية والمساعدة في المجال الإنساني لضحايا النـزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى. وتتخذ إجراءات لمواجهة حالات الطوارئ وتعزز في الوقت ذاته احترام القانون الدولي الإنساني وإدراجه في القوانين الوطنية.

لمزيد من المعلومات يُرجى الاتصال بـ:

السيد عدنان حزام، بعثة اللجنة الدولية في سورية، الهاتف: +963 930 336 718، البريد الإلكتروني:

ahezam@icrc.org

السيدة سارا الزوقري، المتحدثة باسم اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، الهاتف: +961 3138 353، البريد الإلكتروني:

salzawqari@icrc.org

 

السيدة Ruth Hetherington، المتحدثة باسم اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، الهاتف:41794473726+ rhetherington@icrc.org

  

لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث: www.icrcvideonewsroom.org

 

للاطلاع على ما تفعله اللجنة الدولية لوضع حد للاعتداءات على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية:

www.healthcareindanger.org/ar