تحديث ميداني حول الوضع في ليبيا: معارك ضارية وسط مخاوف من إطالة أمد النزاع

12 حزيران/يونيو 2019
تحديث ميداني حول الوضع في ليبيا: معارك ضارية وسط مخاوف من إطالة أمد النزاع
CC BY-NC-ND / ICRC / Hashim Al-Sharif

طرابلس (اللجنة الدولية) – يتواصل النزاع في طرابلس منذ شهرين بدون نهاية قريبة في الأفق وسط تصاعد مستمر في أعداد الضحايا شرقي وجنوبي المدينة. وتشير التقديرات إلى نزوح ما يقرب من 90000 شخص، وقد لا يزال عشرات الآلاف عالقين في الأحياء السكنية. ويواجه العاملون في القطاع الطبي، في سعيهم لمساعدة الجرحى، أوضاعًا متزايدة الخطورة بسبب الهجمات العشوائية.

وقالت رئيسة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في طرابلس، السيدة "دانيال هانون-بورت": "أصبح القصف الكثيف والغارات الجوية من الأمور الشائعة منذ مطلع نيسان/أبريل. ويتعرض المدنيون وممتلكاتهم لهجمات مباشرة أو عشوائية في خضم المعارك الضارية غربي البلاد. وتطال الهجمات أيضًا البنى التحتية الأساسية في قطاعي الكهرباء والمياه والقطاع الطبي التي يعتمد عليها المدنيون لبقائهم، مما قد يهدد حياة مئات الآلاف من السكان. ببساطة، هذا يعني أن اتساع نطاق التصعيد قد يتسبب في وقوع أزمة إنسانية يتعذر تداركها."

وسواء كان السكان يعيشون بالقرب من خطوط المواجهة أو في مناطق أهدأ، تصبح ممارسة الحياة الطبيعية مهمة شاقة بالنسبة لهم. ويحاول الكثيرون بشدة متابعة الحياة بشكل طبيعي، حتى وصدى الانفجارات وإطلاق النار يتردد على مسامعهم، بينما وجد الكثيرون غيرهم أنفسهم فجأة عالقين وسط تبادل إطلاق النار. ومن تتهيأ له الفرصة يفر من منزله كملاذ أخير، وقد يتكرر هذا عدة مرات في بعض الأحيان. أصبح العنف مألوفًا للغاية، حيث اهتزت طرابلس مرارًا على وقع المواجهات العنيفة منذ اندلاع الاضطرابات في ليبيا في 2011، والتي تأججت مؤخرًا في أيلول/سبتمبر 2018. أما الآن، يخشى الكثيرون من استمرار القتال لأجل طويل وممتد.

 

المخاوف الإنسانية

  • يظل القتال في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان أكبر مخاوفنا. وقد لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين أيضًا عالقين في منازلهم في العديد من المناطق الواقعة على خطوط المواجهة في الأحياء السكنية المكتظة. قد يخلف العنف المتصاعد تداعيات إنسانية هائلة على السكان المدنيين على المدى الطويل.
  • تضاعفت أعداد النازحين من منازلهم ثلاث مرات على الأقل في فترة تجاوزت الشهرين بقليل.
  • ما يزال احترام أنشطة الرعاية الصحية المحايدة وغير المتحيزة بشكل عام مسألة رئيسية تشغل الاهتمام. فالتهديدات، التي يتعرض لها موظفو الرعاية الصحية، والتأخيرات في توريد المستلزمات الطبية والنقل والوصول إلى الرعاية الصحية بدون معوقات، قد يترتب عليها عواقب وخيمة على السكان.

 

ملاحظات ميدانية

تلقى أكثر من 45000 شخص (أو أكثر من 7500 عائلة) مساعدات من اللجنة الدولية تشمل مواد غذائية وغيرها من المستلزمات الأساسية في مناطق مثل تاجوراء والفرناج والزنتان ويفرن وغريان وأبو سليم والنوفليين والزاوية ومزدة وبني وليد وجنزور وككلة وترهونة والجميل وحي الأندلس وصبراتة.
تلقى أكثر من 7200 شخص (أو أكثر من 1200 عائلة) مساعدات نقدية، بلغت حوالي 480 دينارًا ليبيًا لكل عائلة، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات عائلة من المواد الغذائية الأساسية ومستلزمات النظافة وغيرها من الأغراض لمدة شهر، ويخفف بعض الأعباء عن الأقرباء والأصدقاء والمجتمعات المضيفة.
تواصل اللجنة الدولية تقديم المساعدات والاستجابة لأكثر الاحتياجات إلحاحًا عن طريق إرسال المستلزمات الطبية إلى عدد من مرافق الرعاية الصحية - من بينها أطقم أدوات طبية وجراحية ولوازم خياطة وتضميد جروح وأجهزة تسريب وريدي - ومؤخرًا إلى مرافق صحية في غريان وترهونة وطرابلس وطريق المطار وعين زارة.
تساعد اللجنة الدولية في الاستجابة لاحتياجات النازحين المتزايدة من المياه والصرف الصحي في تسعة مراكز إيواء جماعي مؤقتة. وتتضمن أوجه المساعدة توزيع مياه معبأة، وإصلاح خزانات، وإقامة مرافق استحمام، وتجديد مراحيض، إلى جانب تركيب مضخات تقوية، وقد ساعد كل هذا في تحسين قدرة أكثر من 1600 نازح على الحصول على مياه صالحة للشرب والحفاظ على أبسط معايير النظافة الصحية.

 

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

السيدة رباب الرفاعي، بعثة اللجنة الدولية في ليبيا (مقرها تونس)، الهاتف: +216 26 903 485

السيدةFrancoise Brigitte Lambert، بعثة اللجنة الدولية في داكار، الهاتف:‎+221 781 864 687

السيدةKrista Armstrong، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 41792173287+