بعد الأضرار التي سببها الزلزال في شمال غربي سورية

بعد الأضرار التي سببها الزلزال في شمال غربي سورية، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انهيار منظومة المياه وتجنب العواقب الإنسانية الوخيمة

جنيف (اللجنة الدولية) - يواجه الناجون من الزلزال الهائل الذي ضرب شمال غربي سورية قبل شهر تحديات مدمرة قد تهدد الصحة العامة من جراء الكارثة، التي تسببت في إلحاق المزيد من الضرر منظومة المياه المتهالكة في البلاد، ما يضعها تحت عبء جديد يزيد المخاوف من احتمال انهيارها.
بيان صحفي 06 آذار/مارس 2023 سورية تركيا

تعرضت منظومة المياه في مدينة حلب - التي تقادمت لدرجة أن قطع غيارها لم تعد متوفرة - إلى ضغوط متزايدة، بدايةً من النزاع الدائر منذ اثني عشر عامًا، ثم أجهز عليها الزلزال الآن. أصبح المزيد من السكان يعتمدون على المنظومة ذاتها لتلبية احتياجاتهم من المياه بعد أن فقدوا منازلهم في الزلزال. كما أن الضرر المباشر الذي لحق بمرافق البنية التحتية قلل من كفاءة المنظومة وزاد من خطر تلوث المياه.

بالإضافة إلى ذلك، دمر الزلزال العديد من خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل، ما زاد الضغط على شبكات المياه. وانهارت أجزاء من شبكة الصرف الصحي في المدينة، التي لحقت بها أضرار بالغة من قبل خلال النزاع، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات في بلد تكافح لمواجهة آثار نزاع تجاوز عقدًا من الزمان.

وقال فابريزيو كاربوني، مدير عمليات اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط والذي كان يشرف على عمليات الاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلازل:

"إن زيادة احتمال حدوث عواقب وخيمة على قطاع الصحة العامة كأثر غير مباشر للزلزال أمر مفزع، فظهور أي تداعيات صحية جديدة مثل انتشار الأمراض المعدية سيكون كارثة تحل بالبلد".

ويمثل الوصول إلى مياه الشرب الآمنة تحديًا يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سورية؛ فقبل عام 2010، كان 98٪ من سكان المدن و92٪ من سكان المجتمعات الريفية يحصلون على المياه الصالحة للشرب بصورة مستدامة. أما اليوم، فلا يعمل بشكل منتظم سوى 50٪ من منظومة المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء سورية.

وأضاف السيد "كاربوني": "تتبدى مظاهر التآزر داخل المجتمعات المحلية، إذ يتقاسم الناس الغذاء والمياه والملابس. ومع ذلك، فإن حجم وخطورة الاحتياجات الجديدة في المناطق المتضررة، وفي أنحاء سورية، يتطلب المزيد من المساعدة. إن إيجاد حلول دائمة لدعم البنية التحتية الأساسية أمر حيوي للصحة العامة. وهذا ينطبق بشكل خاص على المجتمعات المحلية التي يصعب على الجهات الإنسانية الوصول إليها".

ودعمًا لهذه المجتمعات، التي تعيش في مناطق مثل إدلب حيث الظروف المعيشية كارثية والاحتياجات هائلة، تدعو اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع إلى وضع الاعتبارات السياسية جانبًا وتيسير العمل الإنساني ليتسنى تقديم الإغاثة لمن يحتاجون إليها، بغض النظر عن الوسيلة.

وقد لجأ آلاف الأشخاص إلى أماكن إيواء مؤقتة بعد الزلزال، ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية والنظافة الصحية في حلب وحماة واللاذقية. ففي أحد أماكن الإيواء المؤقتة في حلب، يتشارك 850 شخصًا في سبعة مراحيض. وفي مكان آخر، كان في السابق مصنعًا للأسمنت، يلعب الأطفال الكرة بالقرب من المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة.

سلمت فرق اللجنة الدولية، في صباح يوم الزلزال، مستلزمات طبية إلى مستشفيات في حلب بعد ساعات فقط من وقوع الكارثة. ومنذ ذلك الحين، استفاد أكثر من 57 ألف شخص في المناطق المتضررة من المساعدات الصحية المقدمة من اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري. ووفرت فرق اللجنة الدولية المياه للمقيمين في ستة من أماكن الإيواء في حلب، وقدمت مساعدات إغاثية لأكثر من 30 ألف شخص، شملت مواد غذائية ومستلزمات أساسية.

دعمت اللجنة الدولية في عام 2022 جهود إعادة تأهيل 32 مرفقًا للمياه في جميع أنحاء البلاد، واستفاد أكثر من 17 مليون شخص في جميع أنحاء سورية من مختلف الأنشطة المتعلقة بالمياه. كما نفذت اللجنة الدولية في السنوات الأخيرة، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، آلاف المشاريع الهندسية لصالح شبكات المياه والصرف الصحي في مختلف مناطق سورية بهدف تقديم دعم مستدام لمقدمي الخدمات المحليين للحد من تدهور الخدمات في البلاد.

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

عدنان حزام، اللجنة الدولية، دمشق، البريد الإلكتروني: ahizam@icrc.org، الهاتف:

+963 113 380 6205

إيمان الطرابلسي، اللجنة الدولية، بيروت، البريد الإلكتروني: itrabelsi@icrc.org، الهاتف:

+961 3 13 83 53

فاطمة ساطور، مقر اللجنة الدولية في جنيف، البريد الإلكتروني: fsator@icrc.org، الهاتف:

+41 79 848 49 08

جيسيكا موسان، اللجنة الدولية، دبي، البريد الإلكتروني: jmoussan@icrc.org، الهاتف:

+971 50 425 4091

 

لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث، زر هذا الرابط

 للاطلاع على ما تفعله اللجنة الدولية لوضع حد للاعتداءات على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية، زر موقع الرعاية الصحية في خطر

تابعوا صفحتي اللجنة الدولية على فيسبوك وتويتر

 

المزيد عن استجابة اللجنة الدولية لتداعيات الزلزال:

عملت اللجنة الدولية طيلة الأسابيع الأربعة الماضية مع الهلال الأحمر العربي السوري من أجل الاستجابة لاحتياجات الناجين من الزلزال، وشملت الأنشطة المنفذة ما يلي:

المياه والبنية التحتية الأساسية

  • نقل المياه بالشاحنات (صهاريج المياه) إلى 6 أماكن إيواء جماعية في حلب لمدة 10 أيام. وتوزيع نحو 115,000 عبوة مياه في حلب واللاذقية وحماة. 
  • إعادة تأهيل 24 مكان إيواء جماعي تقيم بها عائلات متضررة من الزلزال في حلب.
  • التبرع بمولدات كهربائية لثلاثة مخابز في مناطق متضررة في اللاذقية، لتمكين هذه المخابز من إنتاج خبز يكفي لقرابة 200,000 شخص.

الصحة

  • استفادة أكثر من 57,000  شخص في المناطق المتضررة من أنشطة الدعم الصحي المختلفة.
  • تسليم 1,000 كيس حفظ جثث إلى مستشفيات ومرافق مختصة بالطب الشرعي في حلب واللاذقية.
  • التبرع بأدوية جراحية ومستلزمات وتجهيزات طبية لـ 6 مستشفيات في حلب واللاذقية وحماة.
  • دعم اللجنة الدولية الوحدات الصحية المتنقلة التابعة للهلال الأحمر العربي السوري من أجل تقديم الخدمات الصحية الأساسية/خدمات الإسعافات الأولية للناس في أماكن إيواء جماعية في حلب واللاذقية وحماة.

الإغاثة العاجلة

  • حصول أكثر من 30,000 شخص يقيمون في أماكن إيواء جماعية في حلب واللاذقية وحماة على أغذية معلبة ومواد إغاثية تشمل بطانيات وفُرُش للنوم ومصابيح شمسية وأطقم مستلزمات النظافة الصحية وأدوات مطبخ.

المزيد عن أعمال اللجنة الدولية لتحسين سبل الحصول على المياه النظيفة في أنحاء سورية:

استفاد أكثر من 16.5 مليون شخص من أنشطة اللجنة الدولية الرامية إلى تحسين سبل الحصول على المياه، وإصلاح البنية التحتية الأساسية في سورية. وتشمل هذه الأنشطة ما يلي:

  • تدعم اللجنة الدولية محطة الخفسة لمعالجة المياه التي تقع على بُعد 80 كم شرقي مدينة حلب، وهي أحد مصادر إمدادات المياه الرئيسية لملايين السكان. وتعرضت محطة الخفسة لأضرار بالغة وقد يستغرق إعادة تأهيلها خمس سنوات على الأقل، هذا إذا استقرت الأوضاع. ويهدد توقف هذه المحطة عن العمل بحرمان قرابة 3.2 ملايين شخص من المياه في ظل غياب أي مصادر بديلة.
  • استفاد 15 مليون شخص من برنامج لتطهير المياه يهدف إلى ضمان صلاحية المياه للشرب في 13 محافظة.
  • حصل 450,000 شخص على المياه التي توصلها شاحنات نقل المياه في حلب وريف دمشق والرقة والحسكة.
  • استفاد قرابة 140,000 نازح وعائد من أعمال ترميم وتجديد المنازل وشبكات المياه والصرف الصحي في 44 مركز إيواء جماعي وحيًّا سكنيًا في أنحاء البلاد.
  • جرت إعادة تأهيل 32 مرفقًا من مرافق المياه في أرجاء البلاد وتطويرها، وتحسين البنية التحتية في 8 مستشفيات و62 نقطة خدمات صحية ومركز إعادة تأهيل بدني.
  • استفاد قرابة 710,000 شخص من دعم البنية التحتية لـ 12 مخبزًا عامًا، والذي تمثل في إنشاء خط إنتاج وأعمال إعادة تأهيل وتوفير مصادر الطاقة.
  • أُعيد تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في أكثر من 280 مدرسة ومركز امتحانات في محافظات دمشق وريف دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة وحمص وحماة واللاذقية والرقة ودير الزور والحسكة.