النازحون في الداخل: التحديات الإنسانية

يشكل نزوح الملايين من الأشخاص داخل بلدانهم من جراء النزاعات المسلحة أو غيرها من حالات العنف تحدياً داهماً في العديد من مناطق العالم.

ويشهد عدد النازحين قسراً داخل بلدانهم من جراء نزاع مسلح أو غيره من حالات العنف ارتفاعاً مطرداً منذ بداية هذا القرن. وقد فاق هذا العدد في عام 2016، 40 مليون شخص.
وتقلب هذه الظاهرة حياة مجتمعات برمتها رأساً على عقب وتتسبب في تدني مستوى المعيشة وفي تدهور الإنتاج الزراعي وعجلة الاقتصاد فتُفضي في أغلب الأحيان إلى زعزعة طويلة الأمد للاستقرار في البلد.
وغالباً ما يكون النزوح خياراً للبقاء على قيد الحياة حين لا توجد حيلة سوى المغادرة للهروب من الخطر الداهم. وقد يُضطر الناس إلى الفرار في ظروف عسيرة وعاجلة للغاية فيُرغم الفارون على ترك كل شيء خلفهم.
وتُضطر المجتمعات المضيفة رغم ظروفها الصعبة أصلاً إلى أن تتقاسم مع النازحين الوافدين ما يتوفر لها من موارد، فيزداد الضغط على الأراضي الزراعية والمياه والمراعي. ويتعذر على مرافق الخدمات الأساسية كالصحة أو التعليم تلبية الاحتياجات الهائلة. وقد تتحوّل التوترات الحادة أحياناً إلى مواجهات عنيفة بين المقيمين والنازحين.

 

ويُقتلع النازحون في الداخل قسراً من بيئتهم ويُحرمون من دعم شبكاتهم الاجتماعية. وكثيراً ما يتفرق أفراد العائلات، وقد يُقتل بعضهم أو يُفقد على طريق النزوح.
والنازحون في الداخل، وقد حُرموا من أموالهم وممتلكاتهم، وحتى من أوراقهم الثبوتية أحياناً، يعانون الكثير لتلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل مستدام. وثمة عوامل مختلفة تؤثر على كيفية تفاعل الناس مع ظروف النزوح، منها نوع الجنس أو السن أو الإعاقة.

 

"همّي الوحيد اليوم هو أولادي". صورة أم لثمانية أولاد في مخيم للنازحين في بغداد. CC BY-NC-ND / CICR / Ibrahim Sherkhan.

وتتعرض النساء والفتيات النازحات داخل بلدانهن بالأخص إلى خطر العنف أو الاستغلال الجنسيين. وكذلك، فإن الأطفال يجنّدون قسراً، ولا سيما من يقيمون في مخيمات تغلغلت فيها المجموعات المسلحة.

وتمدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر يد العون إلى النازحين في الداخل لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الخاصة، إن كان بشكل مباشر أو من خلال التعاون مع السلطات أو الجهات الإنسانية المحلية. وتسعى اللجنة الدولية أيضاً إلى التخفيف من عبء النزوح الثقيل على العائلات والمجتمعات المضيفة. وتُقرن اللجنة الدولية عمليات الإغاثة للطوارئ ببرامج تنمية متوسطة المدى من أجل ضمان استدامة جهود تعافي المجتمعات.

النزوح الداخلي: نهجنا واستراتيجيتنا للفترة 2016 – 2019